انعـكاس .. !

سؤال دائماً ما يتردد في بالي : لما تحب كاتباً معيناً ؟
ليس لأنه أبرعهم في استخدام الكلمات و أفضلهم بالتلاعب بالألفاظ .. بل لأنه أقدرهم على التعبير عنك
 فهو صاحب القدرة على ترجمة ما تشعر به لكلمات مفهومة تراها أمامك فتفهم نفسك أكثر 
هو الذي يشعرك أنك لست وحيداً في هذا الكون , فهناك من يفكر بنفسك عقليتك من له نفس أفكارك و مخاوفك السخيفة !

هى الفكرة ذاتها التي تجعلك تدمن أغنية معينة فتدندنها ليل نهار
 في كل و أى مكان حتى " تقرف " من حولك بها ،
فهذا لا يرجع لحنجرة الفنان الذهبية و لا لكلمات الأغنية التي لا مثيل لها بل لأنها رافقتك في ذكرى ما من حياتك لا تنساها
حزينة أو سعيدة ؟ .. لا يهم , فالذكريات تبقى ذكريات يحزننا ضياعها و مقارنتها بحالنا الآن
و لكن تلك الأغنية التي ارتبطت في ذهنك بذكرى معينة ..
 تلك الكلمات و الألحان التي تشعرك فى كل مرة تسمعها بأنك تعيش الموقف مرة أخرى

هكذا نحن فى هذه الحياة .. نظن أننا غرباء ، نبحث عن ما يشبهنا و يمثلنا .. كلمات.. أغنيات أو صور حتى الأشخاص !
نبحث عن انعكاسات لنا .. نبحث عن أنفسنا !

تفاصيـل .. !

التفاصيل الصغيرة .. هى التفاصيل الصغيرة دي اللى بتكون حياتنا أساساً و احنا مش حاسين

مشغولين بالحاجات الكبيرة مناظر كدابة كلها بعد فترة بتبقى بايخة و ملهاش لازمة و لا معني !

كلها تفاصيل صغيرة اللى بتشكل سعادتك الحاجات اللى بتحبها .. أللى بتفكرك بأوقات كآبتك برضة

تفاصيل صغيرة مهما حصل مش بتضيع وسط زحمة الذكريات 

 ريحة القهوة .. صوت آذان المغرب في رمضان .. نظرة فخر من أبوك و أمك بيك

.

 ساعة بني آدم أول مرة تشوفه بس تحسسك انه برنس !

الكتاب اللى لما تلاقي حد تاني بيقراه غيرك تحس انكو فاهمين بعض 

الضحكة اللى تضحكها مع صاحبك على حاجة محدش غيركو فاهمها

الأكلة اللى انت بتحبها و ترجع تلاقي مامتك عاملهالك ع الغدا من غير ما تكون عارف

احساس السعادة الرهيبة لما تخلص اخر امتحان ليك و خلاص اخدت الاجازة

احساس الانتصار لما تشوف الناس مالية الميدان فى التليفزيون فى حاجة لماهم و متجمعين عشانها

لما تبقى قاعد لوحدك و فجأة حد يكلمك .. و المفاجأة انه مكلمك يسأل عليك عادي من غير سبب !!

الجاكيت اللى بتحبه و تحسه بيحتويك فى الشتا .. ممكن يكون فى اتقل منه بس هو اكتر حاجة بتدفيك

احساساك بإنك مهم عند أى حد .. مهما كان الحد ده 

احساسك بالفخر لما تقول رأيك و انت قاعد بتتفذلك و تتفلسف و تلاقي حد بيفهم فى تليفزيون بيقول نفس الرأي

دبدوبك اللى مكنتش بتروح حتة من غيره و انت صغير

الاعلانات اللى لما تشوفها تفكرك بطفولتك و ازاى كنت مبهور بيها

تفاصيل حلمك القديم اللى بطلت تحلمه .. اللى بدأ و انت صغير بأنك تطير

و بدأ يعقل شوية بشوية كل ما تكبر لحد ما قررت تدفنه او تنساه او تعمل نفسك مش شايفه !

كلها تفاصيل صغيرة بس هي دي حياتنا .. انت نفسك تفصيلة صغيرة فى كون واسع

خليـك تفصيله حلوة الناس تفتكرها تفرح  =)

الله كبير =))

صباح يوم جديد .. على أمل إنه يكون أحسن من اللى قبله قررت إنى أبدأ يومي بمزاج

أخدت فنجان القهوة بتاعي .. و أنا قاعدة مستمتعة تماماً بريحتها اللى ممكن تفوقك أكتر من كافيينها

تحس إنها بتفتح دماغك .. بتعدل مزاجك أكتر من ما بتفوقك !

المهم .. قررت أبدأ اليوم و أنا بسمع أحسن صوت ع الكوكب .. فيــروز

بدأت بتشغيل بلاي ليست فيـروز (( الضرورية للروقان الصباحي ))

و قاعدة مستمتعة بالأغاني لحد ما لقيتها بتقول

من وقتها شو عاد صار .. عا مدى كذا نهار

ما صار شي كتير .. كل اللى صار و بعده بيصيـر

الله كبيــــــــــر ..

بغض النظر عن حبي الشديد لهذه الأغنية و تعصبي الشديد لأغاني فيروز اللى عملها زياد الرحباني

بس نرجع لكلمات الأغنية >> الله كبير .. أكيد ربنا كبير

بس عندنا حالة من إننا بنقول كده دايما لما نكون مكسورين .. مش ضامنين إيه اللى هيحصل بعد كده

مش عارفين نقرر و ماشيين كده و خلاص .. فنقول الله كبير

اتظلمنا من حد و مش عارفين ناخد حقتنا .. الله كبيــر

حاسينا إننا غراب في الدنيا دي و لوحدنا ... الله كبيــر

بس الله دايماً كبير .. الله أكبـر

أكبر من همنا و مشاكلنا .. أكبر من الناس اللى احنا بنوقف عليهم حياتنا

أكبر من إننا نروحله بس وقت المصايب ..

آآه المصايب .. ما هي مشكلتنا إننا فاكرين إن حياتنا كلها مصايب

بتسيب حياتك كلها بكل ما فيها و تركز على المصايب

و ساعتها بتنسى كل اللحظات الحلوة اللى عدت عليك

بتنسى الوقت اللى اتخلصت فيه من مشكلة معينة

عندنا قدرة رهيبة إننا نزعل مش شخص في ثانية

نفتكرله الحاجة الوحشة .. و ننسى كل الحاجات الكويسة

مش معنى انه الله كبيـر .. انك تكبر دماغك

أو تعيش مستسلم لانه الله كبير و هيتصرف

الله أكبــر من أى شئ .. فمتحصرهاش انت في وقت المشاكل و الاستسلام !!

خليهم يتسلوا !!

فكرة تقييم الآخرين بالنسبة لي مقززة .. سيبك من إنك لازم تعرف البني آدم قبل ما تحكم عليه .. تحكم عليه ليه أصلاً ؟؟

أنت مش من نوع آخر و لا في مكان أعلى يديك الحق انك تحكم على الناس 

تخيل إذا كان فيه اللى يفضل يشوف انت بتعمل ايه و يحاسبك على كل تصرفاتك .. معتقدش هتستحمل

و ده لو كنت كويس أو وحش على فكرة .. الفكرة ان كلنا بنعمل حاجات غلط شايفنلها مبررات

و كلنا بنعمل حاجات غلط و عارفين انها غلط بس مش لاقيين مبرر .. و ده من طبيعيتنا كبشر يعنى

آجى انا بقى احكم عليك بصفتى ايه و انا بعمل زيك !!

الفكرة في ظاهرة أخرى أسوء .. أو لو سمحتولي (( أنيل و أدل )) .. ظاهرة ان حد يستتفهك (( يشوفك تافه يعنى ))

معرفش دي اسمها ايه بس عموماً دي مصيبة سودة .. انك تحكم على حد انه تافه و كمان ياسلام لو متعرفوش

انا اعرف بني آدمين من نوعية معتبر نفسه الوحيد اللى عنده مشاكل في حياته

و الوحيد اللى بيفهم .. و ان ما سواه جاهل

مسيطرة عليه فكرة انه محدش تعب قده و لا حد شاف اللى هو شافه

و بالتالي باقي الناس تافهة .. مغيبة و مش فاهمة حاجة 

أنـا عايزة أقول لعم الحاج ده .. أنا مش مضطرة أثبتلك حاجة

مش مضطرة أقعد معاك و أفهمك ان أنا مش تافهة و إني في حاجات بفهم فيها

مش مضطرة أفضل أقولك إنك مينفعش تبص للناس كده

معرفش أنا كاتبه الكلام ده ليه بس لأن الموضوع ده فعلاً ضايقنى

بس الفكرة انه مش بس على مستوى شخصي أو على نطاق ضيق .. ا

الموضوع بقى نظرة الجيل الأكبر مننا لينـا .. (( انتوا جيل تافه .. ))

جيل الفيس بوك و تويتر اللى بيصحى الصبح على الكمبيوتر و برضو بينام  و هو ماسك الموبايل في سريره !

جيل الخناقة بتاعت عمرواي و لا تمرواي (( الموضوع اتحسن بعد الثورة و بقينا بنسمع bands ))

الجيل اللى مش بيقرأ .. الجيل اللى مش مثقف و ميعرفش حاجة

بس الجيل ده هو اللى لما فاق على فكرة حب يغير .. و برضة استتفهوه و رد الفعل كان (( خليهم يتسلوا ))

محدش متوقع انك ممكن تعمل حاجة بجد أصلاً .. بس الجيل ده أثبت العكس

أثبت ان واحد بس من الجيل اللى هما شايفنه تافه ده قدر يجيب حق لباقي الشعب (( أينعم هو مجاش بس الثورة مستمرة ))

بس الكلام هنا مش للشخص اللى أصلاً بيستتفه الناس

الكلام هنا للناس التانية .. أولاً حتى لو قابلت حد تافه بجد .. متحسسوش إنه تافه

ممكن يكون محتاج حد يفهمه أو يفوقه .. و لو يا سيدي كل ده مش صح و هو تافه بإرادته برضة متحكمش عليه

أما انت اوعى تضايق لو حد افتكرك تافه خصوصاً لو ميعرفكش و متتعبش نفسك انك تفهمه

لانه شخص أصلاً مهتمش يعرفك كويس قبل ما يكون فكرته عنك .. فده كبر دماغك منه

عموماً عمر ما حد هيعرف قيمتك بجد و لا انت تعرف تعمل ايه بجد غير نفسك

فاللي شايفك تافه ده واحد قرر ياخد كرسي و يتفرج و يحكم على الناس

انما انت قررت انك تقوم و تأدي دورك .. نجحت ولا فشلت بس فى الآخر قمت !!